المواد الفنية: بين الاستهلاك اللاوعي للمستورد وفرصة تطويع الموارد المحلية

بالحديث مع الفنانين والفنانات حول الاستدامة والفنون نتقاطع باستمرار مع مفاهيم عديدة أخرى، ترتبط بالاستعمار والعولمة وتساؤلات حول أهمية “الاستدامة” كقضية بالنظر لقضايا محلية أخرى قد تكون أكثر إلحاحا.. وواحدة من هذه القضايا التي تكرر ظهورها والحديث عنها هي المادة من حيث إنتاجها واستهلاكها، والقدرة على الإنتاج المحلي مقابل الاستيراد، وربطه -بشكل أو بآخر- بالاستعمار والاعتمادية الحالية لأغلب الفنانين والفنانات على مواد فنية مستوردة.

هل من الممكن أن يعتمد الفنانون/ـات في الأردن الطين المحلي بدلا من المستورد؟

خلال فترة دراستي في معهد الفنون، وتعاملي المتكرر -في فترة لاحقة- مع عدد من الفنانين والفنانات المتخصصين في مجالات التشكيل بالطين، تبين لي بأن غالبيتهم يستعمل نوع واحد من الطين، وهو الطين المستورد من أوروبا (إسبانيا وإيطاليا وألمانيا على وجه التحديد). وفي زيارة خاصة لمشغل الفنان ياسر العمري تبين أنه يعتمد بشكل أساسي في استعماله على طين من مصدر محلي تم استخراجه من قبل باحث وصديق له تساءل مِراراً عن وجود أي أنواع طين محلي قابل للاستعمال، خصوصا في مناطق كانت قد اشتهرت سابقا بصناعات يدوية عديدة ترتبط بالطين، وقد وجد فعلا -وبعد بحثه الطويل- كميات من الطين في كل من ملكا وأم قيس ومناطق أخرى تقع قرب نهر اليرموك.

الديمومة في كل من الحرفة والإنتاج: نظرة على ممارسات جمعية سيدات عراق الأمير

في عراق الأمير جمعية تعاوينة تديرها سيدات من المنطقة، وما يمنحها تميزاً بنظري هو كونها تعتمد في إنتاجها على 3 مشاغل حرف يدوية بشكل أساسي، تُنتج السيدات من خلالها عدد من المنتجات الحرفية والفنية ضمن ممارسات قد نعتبر بعضها مُستداماً، وممارسات أخرى ساعدتنا على رصد معيقات عديدة تقف في وجه الديمومة ضمن نشاطات الجميعة، والتي قد تُعمم وتُطبق على ممارسات فنية أو حرفية أخرى.

عن الاستدامة في التعاونيّات: تعاونيّة سيدات عراق الأمير مثالًا

img

كل مرة يأخذني البحث خلال زمالة “تقارب عن بعد” لفكرة جديدة، عبر القراءة، والزيارات الميدانية، والأحاديث مع زميلتي في الإقامة الفنّانة سارة. وددنا البحث عن الاستدامة في الفن خلال زيارة لتعاونيّة في عراق الأمير لديها ممارسات جيّدة في صناعة الفنون الأصيلة (الخزف، النسيج، والفخار) وأدوات فنيّة مستدامة كالورق، وخلال الزيارة التي رأينا الزيارة لم أجد الاستدامة في الحِرف التي تتم صناعتها بقدر ما رأيت الاستدامة في مفهوم فكرة التعاونيّات ككل.

ما توفره مساحة الإبداع “سي-هب” للفنانين

لا زال بحثنا عن أماكن تساعد الفنانين على الاستدامة مستمر، إذ نعمل خلال زمالة “تقارب عن بعد” على دليل للفنانين المحليين لتكون ممارساتهم الفنيّة أكثر استدامة، ومن الأماكن التي وضعناها على قائمة الزيارة مساحة C-Hub للصناعات اللإبداعية، أعرف مساحة C-Hub من فترة إلا أني عرفتها أكثر خلال هذه الزيارة التي أخذنا فيها المهندس ليث مجيبل بجولة، ورصدنا خلالها العديد من الممارسات المستدامة.

نبات الليف كمادة أساسية لإنتاج عمل فني: تجربة الحرفي ابراهيم الفار

في واحد من مشاويري المتكررة لجبل اللويبدة، وخلال يوم مزدحم سريع أحاول فيه إنجاز عدد من المهام العالقة، مررت مسرعة بجانب مشغل إبراهيم الفار، الواقع في شارع ضرار بن الأزور تحديدا، لتثير انتباهي مجموعات كبيرة من “الليّف” الموزعة في المكان بأشكال وألوان مختلفة، قلل المشهد من سرعة إيقاع اليوم، ودعاني للاطلاع على المزيد حول الاستعمال غير المألوف لهذه المادة الطبيعية التي عادة ما نستعملها في بيوتنا لغايات عديدة.

توصيات في الفن ليكون أكثر صداقةً للبيئة

قد نكون سمعنا عن مصطلح الاقتصاد الأخضر؛ والذي يعني اقتصاد منخفض في انبعاثات الكربون، ويستخدم الموارد بكفاءة ويتميز بالشمول والعدالة الاجتماعية، ويهدف إلى بناء نموذجٍ جديدٍ للتنمية الاقتصادية ويرتكز بالأساس على استثمارات خضراء كبيرة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، البنية التحتية الخضراء وإدارة النفايات، وغيرها