قد نكون سمعنا عن مصطلح الاقتصاد الأخضر؛ والذي يعني اقتصاد منخفض في انبعاثات الكربون، ويستخدم الموارد بكفاءة ويتميز بالشمول والعدالة الاجتماعية، ويهدف إلى بناء نموذجٍ جديدٍ للتنمية الاقتصادية ويرتكز بالأساس على استثمارات خضراء كبيرة في قطاعات مثل الطاقة المتجددة، البنية التحتية الخضراء وإدارة النفايات، وغيرها
ولكن هل يخطر لنا أن هنالك فن أخضر أو حتى ثقافة خضراء بمعنى أن هنالك ثقافة تُنتَج بأقل أثرٍ على البيئة وتهدف للتوعية في القضايا البيئية أعتقد أن هذه المُفردة لم تُصطلح بعد، إلا أن الفن أُخذ بعين الاعتبار في كثير من المؤتمرات والأحداث العالمية المعنية بالعمل المناخي، وعلى سبيل الذكر لا الحصر التوصيات التي قدّمها مؤتمر الشباب لأجل المناخ والذي عُقد في ميلان -إيطاليا في أيلول العام 2021 بخصوص الفن. قام بصياغة هذه التوصيات مجموعة من الشباب الفاعلين في العمل البيئي خلال جلسات مطوّلة وورشات عمل تضمنها المؤتمر، وكانت في جزئية 3.6 من وثيقة مخرجات المؤتمر، وكانت:
فيديو قصير عن المؤتمر
تشجيع الحكومات والمؤسّسات التعليمية والأكاديمية على تضمين التربية الفنية في المناهج الدراسيّة، مع التركيز بشكل خاص على قضايا التغير المناخي خلال الفنون التي تُدرّس •
دعم المؤسّسات الفنية الموجودة حاليًا لزيادة تعرض الجمهور للفن وتوعيته بتغير المناخ خلال بادرات المؤسسات ومشاريعها الفنيّة •
إنشاء مراكز ثقافية ومساحات مخصصة تمكّن المجتمع، وتجمع الفنانين والمبدعين من خلفيات مختلفة لزيادة الوعي بأزمة المناخ •
ضمان حرية التعبير للفنانين ومنع الرقابة على القضايا البيئية في قطاع الفن؛ ووقف التجريم غير المبرر للفنانين الذين يتحدثون عن كارثية التغير المناخي •
إدراج التوعية والتثقيف بشأن تغير المناخ في الفنون عبر إنشاء أقسام الفنون والاتّصال في وزارات المناخ والبيئة، والدوائر المعنية في العمل البيئي •
تشجيع إقامة المسابقات والمعارض الفنية الدولية حول الموضوعات البيئية لزيادة الوعي البيئي، وخلق مجتمع عالمي واعٍ
لقضايا التغير المناخي •
تشجيع كافة الجهات الفاعلة غير الحكومية ذات الصلة، الخاصة والعامة، على تعزيز مشاركة الفنانين الشباب في الإجراءات والمبادرات المناخية عبر •
أ- تقديم منح بحثية موجهة للشباب، وبرامج تمويل وحوافز للمبادرات الفنية التي تركز على التوعية بتغير المناخ، على سبيل الذكر لا الحصر: لجان الفنانين المستقلة، والإقامات والزمالات الفنية، والبرامج التعليمية، والمعارض الفنية، والمسابقات الفنية وأنواع عدة من الأحداث الفنية.
ب- الترويج لفنون وأفكار وأصوات الشعوب الأصيلة والمحرومين، والمهمشين لكي لا تعكس الصناعة الإبداعية الاتفاقيات المؤسسية الحالية
ج- إنشاء مشاريع تحفز الشباب على التفكير في العالم من حولهم، والاستفادة من التقنيات المتقدّمة مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز
دعوة الفنانين للعمل كصنّاع التغيير، وتجسيد روح ورؤية وطموحات الناس بما يتعلق بأزمة المناخ، وذلك من خلال •
أ- استهداف قضايا المناخ مباشرة في أعمالهم الفنية وإعلام الجمهور بالتهديدات المُلحة لتغير المناخ؛ الاستفادة من تنوع شكل التعبير الفني لتضمين قضايا المناخ
ب- إنشاء تعهد مفتوح وعالمي مُوقع من قبل الفنانين، ليُلزم الفنانين بدعم الاستدامة من خلال التعاون مع المنظمات التي تضمن أن عروضهم ومعارضهم ومشاريعهم الفنيّة ضمن معايير بيئية دقيقة
ج- التعاون مع الفنانين الدوليين الآخرين لدعم حملات التبرعات من أجل لاجئي المناخ والمجتمعات الأكثر عرضة للتغير المناخي، واستخدام حساباتهم على وسائل التواصل الاجتماعي لإيصال صوت نشطاء المناخ والباحثين والعلماء
د- منع الفنون من أن تصبح أداة لشرعية شركات الوقود الأحفوري، عبر إنهاء الفنانين للشراكات مع الشركات التجارية التي تستنزف البيئة
قدّم الناشطون البيئيون والخبراء والأكاديميون خلال جلسات نقاش وورشات عمل مطوّلة الكثير من التوصيات التي أدرجت في وثيقة مخرجات المؤتمر، وكما كان للفن نصيب من التوصيات، كان للثقافة والذي يعتبر الفن جزءًا لا يتجزأ منها العديد من التوصيات، ودخلت ضمنيًا في أحاديث الشباب وتوصياتهم خلال المؤتمر
———
تمت ترجمة هذا الجزء من هذه الوثيقة للّغة العربيّة كجزء من زمالة تقارب عن بعد، يمكنم الاطّلاع عليها كليًا باللغة الإنجليزية عند الضغط هنا
ساهمت ضحى أبو يحيى خلال حضورها للمؤتمر في العمل على صياغة الوثيقة حيث شاركت في جزئية: رفع الوعي المجتمعي في قضايا التغير المناخي، ودعم البحث العلمي والاستدامة
للتعرف على ما جرى خلال المؤتمر يمكنكم الضغط هنا